مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف: “نحو مقاربة منسَّقة لحقوق الإنسان في منطقة جنوب المتوسط”

مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف:

إنّ اتخاذ أي إجراء لمكافحة الإرهاب والتطرف يجب أن يحترم ويضمن عدم المساس بحقوق الإنسان. في هذا السياق، نظم مجلس أوروبا يومي الأربعاء والخميس 22 و23 جوان 2022 بتونس العاصمة مؤتمرا إقليميا تحت عنوان “مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف: نحو مقاربة منسَّقة لحقوق الإنسان في منطقة جنوب المتوسط”، التي تهدف إلى دعم الديناميكية الإقليمية لمكافحة التطرف العنيف والوقاية منه، وذلك بحضور ممثلين وخبراء من دول الجزائر ومصر والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وتونس.

ويأتي هذا المؤتمر الإقليمي في إطار البرنامج المشترك بين الإتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا “تعزيز التعاون الإقليمي في مجال حقوق الإنسان وسيادة القانون والديمقراطية ” (برنامج الجنوب الرابع) وأيضا “مشروع دعم الهيئات المستقلة في تونس” (PAII-T)، بالشراكة مع اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في تونس والهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي والبصري في تونس ومنظمة “لا سلام دون عدالة”.

إنّ السياسات التي تحترم المعايير الدولية لحقوق الإنسان تدافع عن القيم التي تسعى الأعمال الإرهابية إلى تدميرها. بل أكثر من ذلك، يعمل هذا النوع من السياسات (المحترمة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان) على إضعاف مواقف الداعمين لمسألة التطرف، وفي نفس الوقت تزيد من ثقة الشعب في دولة القانون.

“أقيم حفل افتتاح المؤتمر بحضور السيدة بيلار موراليس، منسقة سياسة الجوار مع جنوب المتوسط ​​ورئيسة مكتب مجلس أوروبا في تونس، والسيد فرانسيسكو أكوستا سوتو، نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس، كما خاطبت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، فيونوالا ني أولين، المشاركين في المؤتمر من خلال شريط فيديو مسجل خصيصًا لهذه المناسبة”.

وكما أكد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في المادّة 31/30، فإن أهداف مكافحة الإرهاب والحماية منه من جهة، وتعزيز حقوق الإنسان من جهة أخرى ليست متناقضة فيما بينها، بل متكاملة ويدعم كل منهما الاخر. وفي هذا الإطار، ينظم هذا المؤتمر الإقليمي التي ينعقد على مدى يومين، قصد تعزيز مقاربة محورها حقوق الإنسان، ومنها بالخصوص المتعلقة بتكوين المهنيين الذين يعملون في مجال مكافحة الإرهاب بالمنطقة.

وتطرق هذا المؤتمر الإقليمي خلال اليوم الأول (22 جوان) إلى مسائل عديدة، أهمها إعادة الأطفال الى بلد المنشأ والإدماج وإعادة الإدماج للأطفال، حيث أنّ أثر الإرهاب وإجراءات مكافحته تكون أكبر على هذه الفئة المستضعفة بسبب سنهم. فالهدف من كل هذه النقاشات خلال اليوم الأول من المؤتمر، وضع أسس لبرنامج تكويني إقليمي للمهنيين في مجال مكافحة الإرهاب، في إطار برنامج تكوين المختصين في القانون في مجال حقوق الإنسان (HELP) لمجلس أوروبا.

أما فيما يتعلق باليوم الثاني من المؤتمر (23 جوان)، فقد خصص إلى تقديم برنامج تكوين المختصين في القانون في مجال حقوق الإنسان (HELP) لمجلس أوروبا ومنهجيته المتميزة في ذلك. كما يتم تقديم درسي (HELP) اللذين لهما علاقة بمكافحة الإرهاب وهما، درس “الوقاية من التطرف” ودرس “مكافحة خطاب الكراهية في الإعلام السمعي والبصري”، واللذان سيكونان جاهزان قريبا باللغة العربية لفائدة المهنيين في المنطقة وبقية القطاعات المعنية بهذا الموضوع. والجدير بالذكر، أنّ هذه الدروس متلائمة مع خصوصيات كل دولة على حدة في المنطقة.

 يهدف برنامج تكوين المختصين في القانون في مجال حقوق الإنسان (HELP) لمجلس أوروبا إلى تعزيز قدرات المهنيين القانونيين والمهنيين في القطاعات الأخرى بشأن حقوق الإنسان، حتى يتمكنوا من تطبيق المعايير الدولية لحقوق الإنسان في عملهم اليومي. الولوج إلى دروس (HELP) مجاني لكل من يقوم بإنشاء حساب خاص به على المنصة